بيان رابطة دعاة الكويت بعنوان
(شكراً يا صاحب السمو)
بشأن كلمة سمو الأمير في قمة القدس الطارئة في تركيا

الحمد لله ولي الصالحين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته التاريخية في القمة الطارئة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت في مدينة اسطنبول التركية ليوم الأربعاء 16 / 5/ 2018 م أن الجميع مطالبون اليوم بأن يهبوا لنصرة القدس الشريف ، والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية ، ومواجهة القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، ونقل سفارتها إليها ؛ باعتباره قرارا أحادياً ، يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة .
كما دعا سمو الأمير في كلمته إلى الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الأحادي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل ، الذي يمس كافة الأديان السماوية ، ويشكل إضراراً بعملية السلام ، وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة.

وإننا في رابطة دعاة الكويت نؤيد ما جاء في خطاب سمو الأمير في أن القدس هو ملك للمسلمين عامة ، وهي عاصمة فلسطين الأبدية ، وأن قرار الولايات المتحدة جاء فردياً لا يمثل الجموع الدولية المتزنة ، وأنه يضر في عملية السلام في الشرق الأوسط ، وأنه يزيد الحطب ناراً ، ويعرقل عملية التفاوض الدولية .
وتؤكد رابطة دعاة الكويت على أن هذا المسجد الأقصى هو جزء من عقيدة الأمة ، وأن المسجد هو أولى القبلتين ، وثاني المسجدين ، وثالث الحرمين ، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء: 1) .

وتعرب رابطة دعاة الكويت على أن كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمام القمة الاستثنائية تمثل نبض الشارع الكويتي كافة ، وأنها أحيت القضية في نفوس الأمة الإسلامية ، وشحذت الهمم ، واستنهضت العزائم لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب .

وتدعو رابطة دعاة الكويت جميع الأنظمة العربية ، والشعوب الإسلامية إلى الغضب الجماهيري ، والاستنكار الشديد ، والرفض القاطع لهذا الإعلان الجائر ، والقرار المجرم الذي يسلب حق الشعب الفلسطيني في أرضه ، والعمل على وضع خارطة ، وإصدار قرارات دولية لإنهاء الحصار الجائر الذي امتد أكثر من عشر سنين ، مما دعا جموع الشعب الفلسطيني لتنظيم مسيرة العودة الكبرى إلى ديارهم المغصوبة .
ونؤكد في الختام أن هذا الخطاب التاريخي يمثل موقف الجموع الإسلامية المتلهفة لعودة القدس الشريف لأصحاب الأرض المسلوبة ، وأن يعمل المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية من خلال حل سلمي يحقق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
قال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٌالَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ))( الحج / 38 – 41 ) .

رابطة دعاة الكويت
5 رمضان 1439 هـ – 21 / 5 / 2018 م