بيان رابطة دعاة الكويت
حول خطورة الاختلاط بين الجنسين في التعليم

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

من الأمور التي ألمت بنا في الفترة الأخيرة مطالبة بعض نواب مجلس الأمة بإلغاء قانون منع الاختلاط في الجامعة.
وكذلك ما حدث في المدرسة الأمريكية من اختلاط بين الطلاب والطالبات في البرنامج الرياضي.
ولا يخفى على مسلم إن ذلك يخالف تعاليم ديننا الحنيف وعادات بلدنا الأصيلة.

فاجتماع الطلبة من الجنسين في مكان واحد ، وامتزاج بعضهم ببعض ، ودخول بعضهم ببعض ، ومزاحمة بعضهم لبعض، في مثل هذا السن كلّ ذلك من الأمور المحرّمة في الشريعة الإسلامية لأنه من أسباب الفتنة وثوران الشهوات ومن الدّواعي للوقوع في الفواحش والآثام .

وقد جاءت الشريعة مؤكدة ومحذرة من ذلك في كثير من الأدلة التي تدل على تحريم الاختلاط بين الجنسين – لغير ضرورة قصوى – في الكتاب والسنّة منها : قوله سبحانه :﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ الأحزاب 53.

وحذر النبيﷺ من الدخول على النساء الأجنبيات قالﷺ: إياكم والدخول على النساء. كما راعى النبي ﷺمنع اختلاط الرّجال بالنساء حتى في أحبّ بقاع الأرض إلى الله وهي المساجد وذلك بفصل صفوف النّساء عن الرّجال وقال: خير صفوف الرجال اولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها اولها، وقال ﷺ (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) ، ولذلك كان النبي ﷺ يمكث بعد السلام حتى ينصرف النساء ، وأمر بتخصيص باب خاص في المسجد للنساء .

عن أم سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُول ﷺ اللَّهِ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ” رواه البخاري رقم (793).
وهذا من أعظم الأدلة على منع الشريعة للاختلاط بين الجنسين وأنه كلّما كان الرّجل أبعد عن صفوف النساء كان أفضل وكلما كانت المرأة أبعد عن صفوف الرّجال كان أفضل لها .
وإذا كانت هذه الإجراءات قد اتّخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطّاهر الذي يكون فيه النّساء والرّجال أبعد ما يكون عن ثوران الشهوات فاتّخاذها في غيره لا شكّ من باب أولى.

كما أثبتت التجارب والمشاهدات الواقعية أن الاختلاط بين الجنسين – وفي المدارس خاصة – يثير في النفس الغريزة الجنسية بصورة تهدد كيان التعليم…
ونتيجة للاختلاط الكائن بين الجنسين في المدارس والجامعات ، ذكرت جريدة الأحد اللبنانية – على سبيل المثال – في عددها رقم 650 أن أكثر من 60 % من الطالبات سقطن في الامتحانات بسبب تفكيرهن في الجنس أكثر من دروسهن أو حتى مستقبلهن!

ونشرت صحيفة ( الهيرالد تريبيون ) تحت عنوان ( حمل غيرالمتزوجات يتزايد في الولايات المتحدة الأمريكية ) : إن حمل البنات غيرالمتزوجات ، يتزايد في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن متوسط السن لهؤلاء الأمهات غيرالمتزوجات هو سن السادسة عشرة ..! لذا قررت الحكومات الأوربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية تعليم الأطفال في المدارس الابتدائية الشئون الجنسية ووسائل منع الحمل حتى يمكنهم تجنب الحمل والإجهاض ما دامت العلاقات الجنسية مشتعلة ولا أمل في إيقافها في المجتمع …الى غير ذلك من مآسي تلك المجتمعات التي اكتوت بنار الاختلاط وتجرعت آلامه وأخذ عقلاؤهم يصيحون بفصل التعليم،

وإن أملنا في الله سبحانه ثم قادة هذا البلد المبارك لاسيما وزير التربية والتعليم العالي بالوقوف في كل ما يضر قيمنا ويهدد أخلاق أبنائنا وبناتنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا