الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين ، وبعد :

فقد تابعنا جميعاً الأحداث الجارية في مصر ، وما حصل فيها من انقلاب عسكري على الارادة الشعبية الشرعية ، وما تبع ذلك من تكميم للأفواه وسلب للحريات ، وما نجم بعد ذلك من سفك للدماء وقتل للأبرياء من أمام الحرس الجمهوري والنصب التذكاري وغيره ، لكن ذلك كله أصبح نسياً منسياً أمام مجزرة الأربعاء 14/8 والتي تمثلت بفض اعتصام رابعة العدوية واعتصام النهضة في القاهرة وفي غيرها من محافظات مصر ، والتي راح ضحيتها آلاف القتلى فضلاً عن الجرحى والمعتقلين في مشهد لم يُرَ أو يُسْمع بمثله من قبل ، ونحن رابطة دعاة الكويت إذ نستنكر هذا الأمر الفظيع ونؤكد على تحميل المسؤولية الكاملة لقائد الانقلاب ومن ظهروا معه في المشهد الانقلابي المشؤوم والذي تجاوزوا فيه كل حدود الانسانية والرحمة فضلاً عن الدين والوطن والعروبة ، ونذكرهم بقول الله تعالى ( من قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) [المائدة 32] ،
فقتل النفس والاستهانة بالدماء كبيرة من الكبائر في الدين الاسلامي وجميع شرائع الأرض ودساتيرها ، وإننا لنعجب باستهانة هؤلاء بدماء الأبرياء في زمن تفتخر فيه الدول المتقدمة باحترام الانسانية وتقدير مواطنيها .

كما نحمل المسؤولية على كل من حرَّض أو رضي بهذا العدوان الإجرامي من قنوات اعلامية بجميع أنواعها المرئية والمكتوبة والمسموعة ، حيث لا يقل جرمها عن جرم غيرها .

ومن منطلق الضمير الانساني ندعو المجتمع الدولي والعربي والاسلامي إلى التحرك سريعاً لرفض هذه المجزرة ، واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لوقفها ومحاسبة مرتكبيها ، كما ندعو جميع علماء الأمة إلى تحمل مسؤوليتهم من قول الحق وبيانه حسب العهد والميثاق الذي أخذه الله عليهم ، لا يخافون في الله لومة لائم .

نسأل الله سبحانه أن يحقن دماء اخواننا في مصر ، وأن يتقبل شهداءهم ، وخالص العزاء لذويهم .

رابطة دعاة الكوبت
2013-8-15