بسم الله الرحمن الرحيم

(كلمة رابطة دعاة الكويت بمناسبة العشر اﻷواخر)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن هذه الأيام هي أيام العشر الأواخر من رمضان، وهي أيام فاضلة مباركة وفيها ليلة القدر، وكان النبي ﷺ يحتفي بها احتفاء خاصا، وينشط لهاويخصها بمزيد من العبادة، ففي الصحيحين أن النبي ﷺ إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى.

فندعوا أهلنا في الكويت إلى استثمار هذه الأوقات المباركة بالعبادة والصلاة والدعاء. وينبغي لنا أن نستشعر في ظل هذه الظروف النعمة السابغة التي نحن فيها من الأمن والأمان، بينما يتخطف الناس من حولنا، ولنقيد هذة النعمة بالشكر فقد ( تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، وإننا نستثمر هذه المناسبة لدعوة أهل الكويت -حكاما ومحكومين- إلى تصافي القلوب واجتماع الكلمة، والبعد عن كل ما يثير وينكى الجراح، فالرفق – لا العنف- هو سبيل المؤمنين في الإصلاح، قال ﷺ: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيئ إلا شانه )، وقد قال النبي ﷺ هذا الحديث لعائشة -رضي الله عنها- عندما خاطبت اليهود بشدة، فإن كان الرفق يستعمل مع اليهود فالمسلمون به أولى، وذوو القربى أولى وأولى، وقد آلمنا ما حصل في الأيام الماضية من مواجهات، كما آلم كل محب مريد الخير لهذه الأرض الطيبة وشعبها، وفرح بها كل مريد لها الشر ومستبطن لأهلها السوء وقى الله بلادنا شرهم ومكرهم، وكان الأولى بالجميع تجنب المصادمات، فأبواب النصح مفتوحة وسبل تصحيح الخطأ مبذولة، ووسائل الإصلاح متعددة ومؤثرة ومقبولة عند الجميع، فالكويت بلدة طيبة، وصل نفعها لأقطار المعمورة، ينبغي علينا المحافظة عليها والسعي لحمايتها من كل ما يكاد بها، ولا يسلم أحد من خطأ أو تقصير، ولا يوجد في الدنيا خير محض ولا شر محض، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( وليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، بل العاقل الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين ).

نسأل الله أن يحفظ الكويت وأهلها شعبا وقيادة، وأن يوفقهم لنصرة الإسلام والمسلمين، ويجعلنا جميعا مفاتيح خير مغاليق شر، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

رابطة دعاة الكويت