الحمد لله ناصر المؤمنين ومذل الكافرين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه والتابعين… وبعد…،

قال الله تعالى( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(الحج/٣٩)

أيقضوا الآمال من مرقدها

إن قصف الضد يروي المكرمات

 أمطروا أمجادنا كي ترتوي

    من لهيب الطائرات المثقلات

عاصفة الحزم ملحمة بطولية هويتها عربية إسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، ملحمة جاءت نصرة للمظلوم اليمني وردعا للظالم الصفوي، عاصفة الحزم نصرة لأهلنا في اليمن وتلبية لاستغاثتهم، وكبحا لجماح المتربص الصفوي وخططه التوسعية، عاصفة الحزم حطمت السدود، ولم توقفها حدود فأظهرت للعالم وبكل وضوح أنه مهما حاول الأعداء زرع الفوارق بين أبناء الأمة الإسلامية فإن غرس محمد صلى الله عليه وسلم أعمق جذورا وأشد رسوخًا في قلوب أبنائها، فهذا الموقف البطولي جسد وبكل وضوح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على سواهم )رواه أبوداود والنسائي

. جاءت عاصفة الحزم فأثبتت للعالم أن الشعوب الإسلامية تقف خلف قياداتها صفا واحدا كالبنيان متناسية خلافاتها متسامية فوق جراحاتها إذا تعلق الأمر بحماية الأوطان وإغاثة اللهفان ودحر أولياء الشيطان، فالشعوب تطمع أن يستغل القادة تلك اللحمة وهذه اللوحة الفريدة من التأييد والوحدة لمد يد العون والنصر والتمكين لإخواننا المنكوبين في بلاد الشام وغيرها من بلاد الإسلام. عاصفة الحزم أسقطت أقنعة المتلفعين بالوطنية الزائفة، الباذلين ولاءهم وعواطفهم ومشاعرهم لأنظمة خارجية حاقدة. 

جزا الله النائبات كل خير

  عرفت بها عدوي من صديقي. 

عاصفة الحزم وَحَّدَت الصف وجمعت الشمل للتصدي لأكبر خطر يهدد أمتنا بعد العدو الصهيوني فلا يجوز أن نفرق الجمع بقضايا هامشية أو اجتماعات سياسية أو قضايا خلافية، فمواجهة المد الصفوي الفارسي مصلحة لا تعدلها أيا من القضايا المطروحة على ساحتنا المحلية فجدير بجميع القوى السياسية ترك خلافاتهم وأولوياتهم والوقوف خلف قيادتنا السياسية حتى يفتح الله بيننا وبين القوم الظالمين. عاصفة الحزم تظهر لنا بصورة جلية قوة الله وضعفنا، وَحَوْلَ الله وعجزنا، فنحن بالله أقوياء وبغيره ضعفاء أذلاء فعلينا بالتوبة والإكثار من الاستغفار والدعاء لإخواننا المجاهدين وتحكيم شرع الله في كل شؤون حياتنا حتى يمكن الله لنا ويخذل أعداءنا ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ

 (الحج / ٤١ ).