بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بعض القوى السياسية والهيئات الدعوية والشخصيات بشأن جريمة تفجير مسجد الصادق في يوم الجمعة ٢٠١٥/٦/٢٦

إن حادث التفجير الإرهابي الذي أصاب بلدنا الكويت – حماها الله من كل سوء – هو جريمة إرهابية نكراء بكل المقاييس، لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها تحت أي مبرر ، وهي من الإفساد في الأرض الموجب لأقصى العقوبة ردعا وزجرا لكل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأعمال ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )- المائدة.
ومن لوث يده باقتراف هذه الجريمة قد تجاوز نطاق كل القيم الإسلامية والإنسانية، فخيم جو قاتم من الصدمة والخوف على الكويت بأسرها، سرعان ما بدده بفضل الله قيام صاحب السمو أمير البلاد – حفظه الله – بالذهاب شخصيا وبعفوية أبوية إلى موقع الجريمة الإرهابية بإشارة واضحة من سموه على حرصه بأفعاله قبل أقواله على أمن الوطن وسلامة المواطنين. وإننا إذ نشجب هذا الحادث وندين ونُجَرِّمُ من قام به تخطيطا وتنفيذا فلنا مع تداعياته هذه الوقفات :
1- يجب الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه العمليات الآثمة التي تهدف إلى زعزعة أمن المجتمع وزرع بذور الفتنة والفرقة بين أبناء بلدنا الحبيب.
2- إن الإرهاب لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة بل هو نتاج فكر خارجي تكفيري من خارج الكويت ونبتة شيطانية تغرس في أذهان أشخاص مغرر بهم يغلب عليهم الجهل، لذلك لا يخلو من التطرّف أي مجتمع أو بلد ، فكل يوم تقع جريمة إرهابية في إحدى بلاد العالم ، فالتطرف ليس له دين معين أو بلد محدد .
3- لا يملك الإنسان إلا الشعور بالغبطة لهذه المشاعر النبيلة التي أظهرها الشعب الكويتي بكل أطيافه من شجب واستنكار ومشاركة بالعزاء وتبرع بالدم ومواساة لمن أصيبوا بالفاجعة والوقوف صفا واحدا لتجاوز أي آثار سلبية لمثل هذه الحوادث الإرهابية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وعي الشعب وعُلُوِّ شعوره بالمسؤولية ويقظته لكل ما يحاك له من مؤامرات لزعزعة أمنه ووحدته.

4- إن عموم الخطاب الإسلامي في الكويت يتسم بالإعتدال والوسطية والإلتزام بأحكام الشريعة الإسلامية السمحاء، والحرص على الوحدة الوطنية ، ومن الظلم أن يؤخذ هذا الخطاب الإسلامي المعتدل بجريرة الفكر الشاذ المنحرف الذي قام بهذه الجريمة النكراء، كما يؤسفنا محاولة البعض استغلال هذه الحادثة للطعن في قيم إسلامية راسخة أكدها دستور سنة ١٩٦٢ في مادته الثانية وغيرها .
5- يجب التفريق بين واجب المسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصح من يختلف معهم بالضوابط الشرعية فهذه مهمة شريفة وغاياتها نبيلة، وبين الاعتداء نتيجة هذا الخلاف على الدماء والأعراض والأموال وهذه جريمة بكل المقاييس الدينية والإنسانية، فالشرع يؤكد على عصمة الدماء وحرمة العدوان على المساجد والأعراض والأموال وترويع الآمنين.
6- إن واجب القبض على مرتكبي الفعل الإجرامي وأتباعهم يقع على عاتق وزارة الداخلية، وفي الوقت الذي نطالبها بالسعي دون كلل في تتبع هذه الجريمة فإننا نؤكد على حماية الأبرياء وتمتعهم بالضمانات الدستورية وعدم أخذ البريء بجريرة المسيء .
7- إن مواجهة هذا الفكر المنحرف لا تكون إلا بإشاعة المنهج الإسلامي الحق من خلال تشجيع المجتمع على التخلق بأخلاق الإسلام وغرس قيمه وتعاليمه في النفوس، مصداقا لقول الله تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )- الإسراء. وقوله سبحانه ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )- العنكبوت ، وغرس روح المسئولية واحترام الرأي والرأي الاخر .
8- إن التصدي للفكر الخارجي وكل الأفكار المنحرفة إنما يكون بالطرح الشرعي السليم المستند على الحجج الدامغة من الكتاب والسنة، والذي يجب أن يقوم به العلماء الشرعيون المتخصصون، أما الطرح الذي يمارسه البعض القائم على اضعاف جذوة الإيمان وتحقير أحكام الشريعة وما ورد في القرآن والسنة من ثوابت فإنه لا يزيد الفكر الخارجي إلا تطرفا وانتشارا .
9- من المؤسف الانحراف في فهم أبعاد وأهداف الجريمة باتخاذ منحى اخر من خلال المطالبة بتعديل المناهج التعليمية، أو الاستغلال السياسي لها بقصد أو دون قصد، متناسين أن مناهج التعليم هي التي أخرجت مئات الألوف للتعزية بهذا المصاب الجلل، وأخرجت كذلك الكثيرين إلى بنك الدم للتبرع بدمائهم مما جسد التلاحم والترابط المجتمعي بأروع صوره شهد لها القاصي والداني .
وعليه فإننا نؤكد بانه لا يجوز بتاتا اتهام اي احد دون دليل ثابت، انطلاقا من مبدأ “البينة على من ادعى”، كما لا يجوز تعميم العقوبة على الجميع عملا بما نص عليه الدستور بأن “العقوبة شخصية” انطلاقا من قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر اخرى) خاصة أن الغالبية العظمى من المجتمع الكويتي من المحافظين المعتدلين وأن التطرّف في مجتمعنا هو الطارئ والشاذ .
وختاما: نرفع أيدينا بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يصون للكويت استقلالها وحريتها ووحدتها الوطنية وأن يحفظها من كيد الغلاة وجرائمهم وأن يديم على أهلها نعمة الأمن والأمان و الاستقرار في ظل تفاهم واستقرار وتنمية مستدامة وأجيال واعدة ومستقبل أفضل بإذن الله تعالى.

التجمع الاسلامي السلفي
الحركة الدستورية الاسلامية
الحركة السلفية
تيار قوى ١١/١١
تجمع السور
تجمع ثوابت الامة
مركز أبعاد
رابطة دعاة الكويت
نقابة الخطباء والأئمة

جاسم العون
د/فهد الخنة
محمد المطير
عيد هذال النصافي
عمار العجمي
راكان بن حثلين
محمد بن شبعان
د/بدر فيصل الدويش
أنور الظفيري
د/جاسم الحمدان
بشرى المناع

الكويت في ٢٠١٥/٧/٨